تخيلت نفسي أمسك وردة وأقطف أوراقها واتساءل يمثلنا؟ أو لا يمثلنا؟
ولم أصل إلى اجابة رغم إنتهاء أوراق الورد .. مؤخرا بدأت أسمع هذة السؤال كثيرا في الحياة الطبيعية وعلى الاعمال الفنية ايضا، هل هذا المسلسل السعودي "النادر" مثل "حارة الشيخ"، بكل ماله وبكل ما علية، اذا كان علية شيء فأنا لست متخصص في التاريخ، يمثلنا؟ أو الفيلم السعودي "النادر ايضا" -والندرة هنا تعني الندرة على مستوى التجربة الفنية البحتة وإثبات الوجود لأنفسنا ولمن حولنا أننا نستطيع فنيا وبالشباب بالرغم من العوائق الاجتماعية أو الانتاجية- يمثلنا أو لا يمثلنا؟ . ولقد وجه لي هذا السؤال على سبيل المثال على الفيلم السعودي الطويل "بركة يقابل بركة" ، البعض كون رأيا من خلال اعلانات الفيلم، وقصة الفيلم التي أصبحت معروفة خطوطها العريضة للجميع من خلال الإعلام، بالتأكيد القضية التي يتحدث عنها الفيلم موجودة في المجتمع، حتى لو كانت نسبتها بسيطة، ولا تصل لحد الظاهرة -نفترض ذلك- ولكن القضية الحقيقية كيف سيتم طرح للموضوع؟ صانع أي فيلم يقدم وجهة نظره حتى وان لم يتقبلها بعض الجمهور، ويجب ان يُحترم رأيه ، مادام انه لم يخرج عن الإطار العام الذي يقبله المجتمع، ذلك المجتمع الذي لم يرى نفسة على شاشة السينما كثيرا - وحتى قليلا- من قبل،
ولكن للأمانة هذا لم اجدة في اعلانات "بركة" ! واتمنى أن يكون الفيلم ليس كالاعلان بل أفضل ويخيب ظنِّي
هي شعره بسيطة بين هذا وذاك، ولكن إذا كنت يا صانع الفيلم تنوي أن تستخدم العنف في فرض وجهة نظرك على المشاهد، فهذا لن ينجح، ولن تخلق جمهورا للسينما السعودية في وطنها، فمهمة أي صانع أفلام هي عرض وجهة نظره بجمال وليس بعنف. نحتاج الى التركيز على المشاهد السعودي وما هو بحاجة اليه حتى يعشق ويثق في السينما المحلية، ولا يعني هذا ان اتحفظ ولا نطرح رؤى مختلفة، ولكن يجب ان نراعي كصناع افلام ان المجتمع له ثقافته، ويجب ان نتعامل مع هذا الامر بذكاء اذا اردنا سينما محلية لها جماهيرية، وان نتنازل عن الذاتية إلى أن يتحقق الهدف الأسمى على الاقل، فنحن لا نريد أفلاما ندغدغ بيها العالمية المزعومة ، بل نريد أفلاما غارقة في المحلية توجد لنا مكانا على خارطة السينما العالمية، ولكم في السينما الإيرانية مثالا.
وأخيرا، لرؤية سينمائية مستقبلية لبلدنا نحن نحتاج جميع أفكار صناع الأفلام المختلفة، يجب أن نكون مع الجميع، وان لا نكون ضد أحد، فبركة وغيرة من أفلام قصيرة هي نواه لصناعة تحاول الظهور، ولكي تظهر بشكل جيد يجب علينا أن نسمع بعضنا البعض، وأن نتكاتف أكثر لتحقيق ما نريد، وأن نصنع فيلما لنا، ليس للمهرجانات، فالافلام تصنع للجمال والفكر والمتعة، ولا تصنع للمهرجان والجائزة والأنا.