**لغويا
بعد سؤال المخرج «ماجد العيسى» -مخرج المقطع الموسيقي المرئي «بربس»- عرفنا المقصود من هذه الكلمة وعلاقتها بالعمل الفني٠
كانت الإجابة كالتالي:٠
كلمة «بربسة» ليست جديدة، وهي عامية ذات أصل فصيح وتستخدم في معظم الجزيرة العربية، ولها معان كثيرة والأشهر « العمل الفوضوي غير المرتب والمدروس»، مثل أن تقول «فلان شغله بَرْبَسَة» يعني غير متقن، ويمكن أن يكون بمعنى « الطرطشة» كوصف للعب بالماء أو تلطخ الجسم بالسوائل، وتلطخ الفم من أثر الأكل٠ .
وعموما الكلمة لها أصل فصيح ففي معجم تاج العروس «برْبَسَهُ» أي أهملهُ وفي هذا وضوح لأصل الكلمة وهو العمل الفوضوي غير المتقن، كما جاء في نفس المعجم «تَبَرْبَس» إذا مر مرّاً سريعا ، كما تعني أيضا التَبخْتُر)٠
١)فهي كلمة قديمة مستعملة بطريقة جديدة
٢)شبابية تبعث النشاط والحيوية لسامع ومشاهد المقطع
تقنيا وفنيا
٣) بتقنيات مرئية غير معهودة
( التحديد الألكتروني الضوئي للشخصيات)٠
٤) فكرة جديدة في المزج الفني الموسيقي
٥) دمجت الموسيقى الأجنبية بالدفوف العربية المنشأ، مع اسلوب الراب الغنائي، والصفقات التراثية العربية
اجتماعيا٠
٦) فيها انسجام الرقص الجماعي وضم الشخصية المحبوبة والمميزة مع الشخصية التي قد تكون منطوية لغرابة لبسها وتصرفاتها
٧) مشاركة بين شباب من خلفيات مختلفة وأصول عرقية منوعة ( الأبيض ، الأسمر ، الأصفر ، النحيل ، السمين
كناية عن أن كلنا قد نجتمع ونحب نفس الشيء، مهما كانت الخلفيات الإجتماعية) ونستطيع المشاركة في عمل
جماعي إذا تجانست الميول وتناغمت الأفكار٠
تأثيرا
٨) وصلت المشاهدات لعشرات الملايين و تفاعل وقلدتها فئات مختلفة بميول وخلفيات مختلفة من الذكور والإناث والأطفال، وقد همت كل مجموعة بتقليد العمل الفني بأسلوبها الخاص إعجابا بالعمل الفني وتقديرا لأصالته وتفوقه
٩) رقصات إيقاعية وخطوات منسجمة بين المحترف والمبتدأ ومساعدة الصحبة لتحسين الحركة الراقصة لمن هم دون القدرة للرقص بالخطوات الصعبة التي تحتاج لتدريب ولياقة بدنية مسبقة.
١٠) أن الغناء والرقص والمقاطع المرئية الغنائية الراقصة
ممكن تكون هادفة وتضيف قيمة اجتماعية للشباب٠
في رائي المقطع ناجح وحاز إعجاب الجماهير ووصلت مشاهدته لمستو عالمي، ويُعتبر أقوى أنواع الإعجاب هو التقليد وقد قلدته فئات مختلفة من جميع أنحاء العالم
رفيف زهران
كان النقد الفني ملازما للأغنية السعودية حيث كان نقداً مبنياً على أسس فنية ولكن هذا الواقع اختلف في الفترات الأخيرة، وبالرغم من سوء بعض الأغاني الا اننا أصبحنا نراها جميلة. موسيقى صاخبة، ألفاظ دخيلة "حط رجلك كذا وحط الثانية كذا وسوي برأسك كذا وبربس " هكذا يظهر الإقبال الكبير على الاستماع لمثل هذه الأغاني والتي اعتدنا على سماعها في الفترة الأخيرة حيث اشغلت مجتمعنا السعودي خاصة والوطن العربي عامة مما دفع الكثير من الشباب الى تقليدها والرقص على ايقاعها عبر مقاطع فيديو خاصة بهم، واللافت في الأمر أن هذه الأغنية تحولت الى ظاهرة عالمية. ولكن على قدر نجاح وانتشار هذه الأغنية على جميع منصات التواصل الاجتماعي وتحول الرقصة الى ظاهرة رائجة بين الشباب إلاً أنها لاقت انتقادات واسعة، فالبعض لم ترق له هذه الرقصة فالكثير أطلق عليها وصف ومسميات عديدة، اذ قال البعض بأنها تؤكد تأثير الغرب على المجتمع السعودي، حيث اصبحت الساحة الفنية في وطنا العربي تتسم بالاقتباس من النمط الغربي والمتماشي مع الموضة الغربية، مع العلم أن بربس واخواتها من الموسيقى التي تٌرى ولا تُسمع فهي مرتبطة بالفيديو فقط وبالتالي يجب علينا مشاهدتها. والجدير بالذكر أن بعض مجتمعاتنا العربية أصبحت تتمسك بأذواق غربية وكثيراً منها تنبع فنونه من العشوائيات وسط الكلمات الهابطة التي تغزوا الهوية المستقبلية لثقافة أجيالنا، ويعود ذلك لعدة أسباب ومنها أنّ حضاراتنا العربية أصبحت معالمها غير واضحة لهم، حيث أصبح الإعلام لا يسلط الضوء إلا على الحضارة الغربية. من وجهة نظري اغنية بربس لا ترقى لمستوى الغناء ولا تستحق الانتشار الذي وصلت اليه، فهي أغنية لا تحمل كلمات ولا رسالة هادفة، سوى انها موسيقى بسيطة وقام البعض من الشباب بدمجها بين اللحن الغربي والعربي والرقص عليها، حيث يعتبر هذا النوع من الفن هو مجرد فن مؤقت اذ يرتفع نجاحه في لحظات ثم سرعان ما يفقده ويصبح في طي النسيان. ولكن السؤال المثار، هل هذا النوع من الفن يستحق الافتخار به؟ وماهو المغزى السري لهذه الأغنية؟ ولماذا أغنية بربس انتشرت انتشاراً ذريعاً؟ وأين الهدف من هذه الأغنية سواء كلمات كانت ام رقصة؟ وهل تستحق هذه الأغنية الوصول لأكثر من
خمسة ملايين مشاهدة على اليوتيوب خلال ثلاثة أسابيع فقط؟
عذاري حريب