لكل منّا طريقته في المشاركة في خلق الفنون في هذه الحياة، وفن الخبز أحد أكثر الفنون صعوبة، كونها ترتبط بالآخرين وبمحاولة محاكاة أذواق الجميع للوصول إليهم، "مريم الحداد" بدأت فكرة مشروعها من حبها للطبخ والخبز منذ ان كانت طفلة، كبر شغفها ليكون سببا بقراءة وتجربة وصفات مختلفة من طهاة محليين وعالميين، كيف كانت بداياتها؟ ،ماهي أبرز العقبات والصعوبات؟، تحكي لمجلة ديزاين في الحوار التالي:
كيف كانت بداياتك؟
من عشقي للخبز كنت أفكر بطريقة سهلة لدخول السوق المحلي في البداية، حتى أصل للمرحلة التي تمكنني من معرفة ما أريد فعله بعد التخرج من الجامعة. ومن ذلك الوقت بدأت بتجربة عدة وصفات للكوكيز في الجامعة لاختراع كوكيز لذيذة وبمستوى عالي في عام ٢٠٠٤. كانت الفكرة هي مشروع جانبي خلال دراستي، بحيث لا يؤثر على تخرجي وفي ذات الوقت أتعلم من خلاله الصعوبات الموجودة في صناعة الخبز لأتعلم كيف أتغلب عليها. وجدت فرصة لبيع الكوكيز لكافيه "تشاي اند با." من هناك، بدأت بتنقيح وصفات الكوكيز بناءً على تعليقات الزبائن ورغباتهم.
هل لاقى مشروعك نجاحا في بداياته؟ وكيف تطورت الفكرة؟
ولله الحمد الفكرة لاقت نجاحا كبيراً وبدأ ناس في طلب كميات أكثر، بعد فترة بدأت أقرأ أكثر عن وصفات الخُبْز وكيفية عمل الخُبْز. من هنا جاءت فكرة عمل مخبز متخصص لخبز الحلويات والخُبْز بمختلف الأنواع. عندما تزوجت وانتقلت مع زوجي الى الولايات المتحدة بحكم دراساته العليا، التحقت بكلية The Art Institute of Seattle واندرجت في برنامج الخَبْز والحلى (the baking and pastry) لمدة عامين. البرنامج كان مكثف للغاية، حيث كانت أغلب المواد تُعَلّم بطريقة عملية في مطابخ الكلية لمدة تزيد عن ٦ ساعات يومياً طوال الأسبوع. تعلمت كل أسس الخبز والطبخ وصناعة الحلى والخُبْز بكل أساليبه وأنواعه المختلفة حول العالم. بعد تخرجي من الكلية، قررت بتقديم أنواع جديدة من الخُبْز والحلى التي تعلمتها في الكلية والتي لا يعرفها السوق السعودي، ومن هنا بدأت فكرة انشاء مخبز .
- ماهي آبرز العقبات في طريقك؟ وكيف تجاوزتيها؟
عدة عقبات بدرجات متفاوتة. أهمها وقد تكون من الصعوبات أكثر من كونها عقبة إلى الآن هي موازنة حياتي الأسرية والعملية في آن واحد. بدأت المخبز وانا عندي طفلين صغار، عيسى كان عمره قرابة السنتين والنصف، وآية كان عمرها أشهر. بدأت بخبز وبيع المنتجات من البيت لتخفيف العبء والاهتمام بأطفال. عملت جدول يومي للخبز، حيث أقوم بخبز كمية محددة في ساعات معينة خلال اليوم، إلى ان أقوم بافتتاح المخبز وجلب خبازين ومساعدين لي في المخبز.
ماهي تطلعاتك للمستقبل؟
انشاء سلسلة من مخابز “ بيكري إم “ في مختلف مدن المملكة والخليج، تقوم بتقديم منتجات الخُبْز بشتى الأنواع والأشكال والوصفات العالمية التي لا يعرفها السوق المحلي. أريد تقديم منتجات بجودة وطعم غير مسبوقين.
- حديثينا عن دور جامعة دار الحكمة في تأهيلك لسوق العمل؟
الجامعة كان لها دور كبير في فتح الأفاق الفكرية والتعليمية لكل الطالبات. كانت الجامعة تقوم بتشجيع الطالبات على المشاركة في النشاطات المختلفة والرحلات العلمية لإثراء الفكر والمعرفة، حتى في مجالات خارج التخصص الدراسي. من خلال المشاركة في الرحلات لمعارض عالمية والمحلية التي نظمتها الكلية، إلى المعارض التي نظمتها الجامعة كل سنة لعرض عمل الطلاب للموظّفين، إلى الدورات التدريبية التي نظمتها الجامعة مع أفضل الشركات لتدريب الطالبات، إلى التنظيم مع الخبراء في سوق العمل للتحدث مع الطالبات عن احتياجات ومشاكل ومستجدات سوق العمل والمهن، كل هذا أدى إلى الارتقاء بفكري العلمي والفني. الخبرة التي اكتسبتها خلال دراستي لتخصص الجرافيك ديزاين في جامعة دار الحكمة كان له دور كبير في تحقيق اهدافي العملية وصقل مهاراتي الفنية حتى في مجال الطبخ والخبز. الجامعة كانت دوماً تشجع الطالبات على الإبداع والارتقاء بالاخلاق والعلم. فأنا أستطيع القول بأن خبرتي في الجامعة كانت سبباً في الوصول على ما انا عليه اليوم من طموح وأهداف كبيرة وسامية.
- حديثينا عن شخص ملهم لك هو/هي من دفعك للمجال الذي اخترتيه، وهل تتذكري مقوله له؟
ثلاثة أشخاص كانوا الدافع الأكبر والمشجع للدخول في هذا المجال، هم أبي وأمي وزوجي. أبي وأمي كانوا دائماً يؤمنون بأهمية أن يكون لي حرية أختيار ما أريد تعلمه وما أريد عمله في المستقبل. عندما علموا بمدى حبي للطبخ والخبز، كانوا دائما يرشدوني الى أفضل الطرق لتعلم وتجربة وصفات مختلفة. كانوا يحضرون لي مختلف الكتب ولوازم الطبخ اثناء سفرهم للخارج. وعند تخرجي من جامعة دار الحكمة شجعاني على الالتحاق بأفضل كلية للطبخ والخبز لتحقيق حلمي. أما زوجي فكان دائماً يساندني خلال دراستي ويشجعني على أخذ مواد أكثر، وعدم الاقتصار بالمواد الموجودة في برنامج الخبز، لاكتساب أكبر قدر من العلم. وبعد رجوعنا من الولايات المتحدة، شجعني على بدأ المخبز، حتى بوجود طفلين. دائما يساندني ويساعدني في مختلف الأمور المتعلقة بالمخبز، سواءً في إيجاد الموردين، في التصميم، وحتى في اقتراح أفكار تحسن من سمعة وعمل المخبز لتحقيق هدفي بإنشاء سلسلة من افضل المخابز.