يقال دائما الحلم يجد صاحبه، ليكون ذلك الصوت الخلفي في أفكارنا، يوجهنا دائما للاتجاه الذي من المفترض أن نسلكه، مهما حاولنا إتباع طرق أخرى
مختلفة، نجد أنفسنا نعمل لنتيجة واحد استجابة لنداء الحلم، "مها السديري" في مشروعها "ثينك تانك" الذي ماكان إلا حلما راودها منذ تخرجها من دار الحكمة، رغم سفرها لإكمال للدراسة بالخارج إلا أنها عرفت دائما وجهتها النهائية، ليتحول الحلم لحقيقة واقعا بدأت بمكتب صغير تعمل فيه وحيدة إلى شركة يعمل بها أكثر من ١٤ شخصا، لخلق مفهوم جديد للتصميم، ماهي " ثينك تانك" ؟ هذا ما ستجيب عنه مها السديري في حوارها مع مجلة ديزاين:
كيف روادتك فكرة المشروع؟
كنت أدرس الماجستير في إيطاليا والجامعات هناك تحبذ من طلابها أن يعملوا لمدة سنة كاملة كمتطلب للماجستير، وكوني أتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة، فضلت أن أتجه للندن للعمل هناك، كنت أعمل وأحاول الإلتحاق بالكثير من البرامج للحصول على شهادات، تقدمت لبرنامج دراسي في " سانترال سانت مارتن"، فهذا البرنامج مخصص لخريجي جامعات المملكة المتحدة أو أي جامعات معترف بها في لندن، يعمل على تأهيلهم لبداية مشروعاتهم الخاصة، تقدمت وحصلت على القبول، البرنامج يستقطب الكثير من المتحدثين من مختلف الجامعات البريطانية، واحدة من المتحدثين الذي إلتقتيت بهم هي مسؤلة عن الأعمال في لندن تساعد الشركات للبداية بأعمالهم وخطط العمل الخاصة بشركاتهم، وضمن خطة البرنامج الذي إلتحقت به تتاح الفرصة للطلاب للحصول على كورسات مجانية وخاصة مع المتحدثين، فوجدت فرصتي في لقاءها.
ماهي نتائج هذا اللقاء على مشروعك؟
في البداية قلت لها بأنني أريد الجلوس معها لكن ليس كطالبة وإنما كشخص يريد بداية مشروع، ولكنني لا أستطيع تحمل نفقات العمل معاها كوني مبتدئة، حينما شاهدت جديتي قالت لي بأنها ستعمل معي بنصف الوقت الذي تعمل به مع الشركات الأخرى فبالتالي التكاليف ستكون أقل بالنسبة لي. قالت لي سآتركك لمدة شهرين لدراسة الفجوات في السوق السعودية وسنتحدث لاحقا عن دراستك والخطة الناتجة عنها.
ماهي آبرز مرئياتك من خلال الشهرين الذي قضيتيها في دراسة السوق السعودي؟
وجدت خلال بحثي في السعودية بأنه لدينا الكثير من الفجوات التي من الممكن أن تكون فرصا حقيقية، وأنا حقا لدي شغف ورغبة في إقتناص هذه الفرص، حينما عرضت على هذه الخبيرة البحث والخطة قالت لي بأننا فعلا محظوظون لوجود هذا الكم من الفرص. وقد قدمت لي النصيحة للدراسة في جامعة في لندن تعتبر من أعرق الجامعات، لكن هناك دائما رغبة ملحة في داخلي توجهني للتفكير في "ثينك تانك"، الذي بالمناسبة كان اسما مؤقتا للمشروع كونه مقتبس من ما يطلق على الاستراتيجيات في الحروب، لكن مشرفتي نصحتي بالاحتفاظ بالاسم كونه اسم معبر.
إذا كانت لك تجربة سابقة في العمل داخل السعودية، كيف تجدين سوق العمل في مجالك؟
نعم لدي تجربة في العمل قبل الدراسة لم تكن البيئة العملية ممتعة، ومجالنا يحتاج لمساحات حتى نتمكن من الإبداع، بالنسبة لي لم تكن مناسبة أبدا أحتاج لمساحات ومرونة بالعمل، ومن تجربتي في العمل من الخارج البيئة توفر لك تعليم بكل لحظة بإختلاف المهمات التي توكل إليك خلال مراحل المشروع الذي تتولين العمل به، فأردت المساهمة بخلق بيئة عمل مشابهة لذلك، لأنها تنمي الكثير داخل الموظفين فأنا آقضي وقتا مع كل المتقدمين للعمل لأحاول أن أساعدهم على معرفة شغفهم في الحياة العملية، فكل شيء لم أستطع الحصول عليه حينما كنت أعمل، أحاول خلقه في بيئة العمل الخاصة بي، لتكون الشركة هي المكان الذي يحصل فيه من لم يستطيع السفر للعمل في الخارج على الخبرة التي يحتاجها.
هل يمكنك أن تحدثينا عن الخبرات التي قدمت لك في العمل في الخارج؟ -بعيدا عن نوعية بيئة العمل -
العمل في الخارج كله يعتمد على إثبات النفس لا مجال للهدوء والصمت وإلا" ستأكل حيا"، فيجب عليك تعليم نفسك بشكل مستمر ولايوجد مكان لكلمة "لا أعلم" في الخارج يجب أن تكون بقدر المسؤولية التي توكل إليك، بالإضافة إلى معرفة كيف تتعامل مع ثقافات مختلفة.
كيف يمكن للشخص أن يكون مبدعا لو لم تتوفر له الفرصة للسفر والتنقل الإطلاع على بيئات عملية متنوعة؟
الاستقلال من أهم ما يمكن أن يخلق شخصا مبدعاو هو يعني أن لديك الجرأة للتفكير بالطريقة التي تريدها فهي حرية فكر قبل كل شيء، ليست حرية الحركة حتى لوكان الشخص مغلق عليه في مكان واحد، وهناك الكثير من السعوديين والسعوديات المستقلون فكريا القادرين على التفكير بطريقتهم الخاصة في أي مجال وهم لم يسافروا فالاستقلال ليست فقط في السفر والحركة، هي القدرة على التفكير بأصالة.
برأيك ماهو دار الحكمة في تأهيلك لسوق العمل؟
جامعة دار الحكمة، فتحت لي المجال ليكون لي خيال أنطلق من خلاله، وماهو جميل في دار الحكمة هو بناء أساس داخل كل واحدة من خريجاتها، ودكتورة سهير لم تألو جهدا في العطاء هي بكل ماتعنيه الكلمة في منتصف كل شيء، تعطي كل ما تستطيع أن تعطيه وهي بداية جيدة لتكون منتجا وتفكر خارج الصندوق بعد ذلك من المهم التفكير بواقعيه.
عن ماذا تبحثين في من سينتسب يوما لثينك تانك؟
ما يجعل ثينك تانك بشكلها الحالي هو فريق العمل والناس الذين تم اختياره، فنحن نبحث عن الشغف وعن شخص يكرس نفسه للعمل وللمجال الذي اختاره، المهارات مهمة بطبيعة الحال لكنها قابلة للتطوير لملائمة شكل العمل لو كان هناك شغف يدفعها للنمو.
من هو الشخص الملهم بالنسبة لك ؟
هناك الكثير من الجهات والأشخاص الذين أتطلع لهم وأستلهم منهم الكثير على رأسهم جدي، فهو من غرس بداخلنا جميعا، أهمية العمل الجاد والملتزم، فنشأت وأنا أعي أهمية السعي فلا يوجد شيء يأتي بسهولة فبقدر ما نعطي سنأخذ. ووالدتي لا أنسى فضلها كونها تعطيني دفعات قوية ولا تلتفت للحدود التي تفرض أحيانا من قبل المجتمع.