لطالما تميزت لين عصاصة بشغفها بالفن منذ طفولتها، وتجسد ذلك في أعمالها التي كانت تُزَيِّن منزلها كتحف فنية، مستمدة إلهامها من القرآن والطبيعة والسفر، ثم نَمَّت تلك الموهبة بالتحاقها بقسم التصميم الجرافيكي في جامعة دار الحكمة، لتُحَقِّق حلمها بتأسيس شركة Elle للتصميم الداخلي. تتميز EllE بكونها شركة عالمية لها فروع حول العالم تُوَفِّر خدمات التصميم الداخلي على يد مهندسين وخبراء في هذا المجال، وهي بيت ودار أشهر الماركات العالمية في عالم المفروشات وورق الحائط والأقمشة.
كان لـ Design اللقاء التالي مع لين عصاصة مؤسسة Elle لنتعرف أكثرعلى بدايتها وطموحاتها ودور جامعة دار الحكمة في مسيرتها.
من هي لين عصاصة عن قرب؟
إمرأة شرقية في الكثير من جوانب شخصيتي، فخورة بهويتي الإسلامية والعربية، وأعتز بكبريائي وكرامتي واستقلالي في عملي وقراراتي، ولدي الكثير من الشغف والولع بالعلم والتفوق، أعيش بقلب أم وعقل امرأة تحب النجاح والوصول للقمة مهما كانت الصعاب.
منذ متى بدأ شغفك بالفنون ولماذا قررتِ دراسة التصميم الداخلي في جامعة دار الحكمة؟
بدأت منذ طفولتي في قطع الأوبيسون والكنفا التي كنت أمكث عليها أيام وأشهر ولا أشعر بالملل من تصميمها وخياطها غرزة غرزة حتى تنتهي كتحفة فنية تزين كل جزء من أجزاء المنزل سواء الأريكة أو الحائط أو الطاولة، وهكذا زرعت في أمي حب الفنون وحينما وصلت للمرحلة الثانوية تخرجت وكنت من الأوائل على المملكة العربية السعودية وكنت اخشى تحمل أمانة الطب والتعامل مع الأرواح فأشارت علي والدتي بقسم التصميم الداخلي في دار الحكمة ولم أرفض تلك الرغبة ودَخَلْت القسم إرضاءً لها وأفتخر بذلك.
كيف ترين دور جامعة دار الحكمة في دعم مسيرة خريجاتها المهنية؟
جامعة دار الحكمة تُخَرِّج نخبة في مجالات متعددة وتَحْرِص على متابعة أخبار إنجازاتهنّ في مجال العمل والسوق السعودي، كما تحرص على تكريمهنّ وهذا بحد ذاته دعم، وعلى سبيل المثال السيدة خلود عطار صاحبة مجلة ديزاين والرائدة في مجال العمل في المملكة، تدعم من خلال مجلتها الخريجات وأعمالهن.
كيف كانت بداية EllE وما سبب تسميتها بذلك الإسم؟
وُلِدَتEllE في دار الحكمة أثناء تقديمي لبحث لمادة (التسويق التجاري للتصميم الداخلي) عندها وضعت لها خطة تجارية من جميع النواحي، أمّا الإسم فهو باللغة الفرنسية ومعناه بالعربية (هي) والمقصود المرأة، لأن من وجهة نظري أن التميز في هذا المجال والإبداع يَكْمُن في لمسات المرأة.
ما الذي يميز Elle عن غيرها من الشركات المختصة بالتصميم الداخلي؟
الخدمات المقدمة لدينا تتم بالتفرد والفخامة ورقي الذوق وتنوع المشاريع من القصور والمجمعات السكنية والشركات والمكاتب وكذلك المطاعم والفنادق والمعارض بمقاييس عالمية ومواصفات دولية. والتصاميم لا تحمل طابعا مكرراً وإنما كل تصميم له خصوصيته وشخصيته المستقلة التي تعبر عن النشاط أو أصحاب المكان، فنحن حريصون أن لا نفرض أنفسنا وإنما أن نعبرعن المستخدم بلغة احترافية، وقد أعطت المجلة العالمية الشهيرة بنفس الاسم حق امتياز في إضافة EllE كمقر تصاميم معتمد دوليا.
من أين يأتيكِ الإلهام في التصميم؟ أو ما هو أفضل مصدر للإيحاء لديك؟
القرآن والطبيعة والسفر...ففي كتاب ﷲ ذكر لتصاميم تثير العجب والانبهار فحينما أقرأ عن القصر الذي صنعه سليمان الأرضية الممردة من قوارير وأتخيل كم الإبداع والجمال يجعلني أبحث عن استعمال الزجاج بطريقة فنية وشفافية مع احترام خصوصية الحيز المستخدم فيه.
والطبيعة هي مصدر إيحاء رئيس من حيث الانحناءات واختلاف ملمس الأسطح بين خشن وناعم والخامات وتناغم الألوان في الكائنات الحية وخاصة الأسماك والورود وهذا ما يعطي الحيز انسيابية وتقبل لدى المستخدم.
والسفر حيث أن العالم متحف والحضارات أكبر مدرسة، والمعارض الدولية التي تقام في أوروبا وأمريكا تتيح لي التعرف على أحدث المواد، وأهم ماتوصل إليه العالم من تقنيات وكذلك روح التاريخ التي تظهر في نقوش وأسقف المتاحف والمعالم الأثرية.
ما هي أكثر تجربة عملية أضافت إلى مسيرتك المهنية؟
كل مشروع عملت عليه يعتبر إضافة بحد ذاته لأنه لا يوجد لدي تكرار في المشاريع، ويحمل كل منها فكرة تصميم متميزة ومساحة مختلفة وكذلك نشاط مختلف، ولكن هنالك مشاريع تتطلب مجهود أكثر بسبب مساحتها وكبرها واتساعها، وتُحَقِّق إضافة من حيث الشهرة والبصمة الإبداعية مثل مشروع لمجمع سكني يحمل في داخله أيقونات في المفروشات والأقمشة وتم اختيار كل قطعة فيه بعناية شديدة، وكذلك أذكر مشروع تجاري لمركز تجميل أضاف لي الكثير كبصمة في التفرد و التألق.
كيف تحافظين على مكانتك وتقدمك في هذا المجال بعد انتشار مصممات الديكور السعوديات الكفء؟
نحرص دوما على البقاء على إطلاع على التقنيات العالمية، وحضور الدورات والمعارض الدولية، ولا نكتفي بذلك بل نستقطب الشركات العالمية للقدوم للمملكة العربية السعودية وعمل شرح لأحدث مالديها. وبعد فترة من الزمن أصبحت EllE منزلاً وداراً أكثر من مجرد مكان للتصميم فهنالك علاقة تربطنا بأصحاب المشاريع حيث أنّهم يعتبروننا صلة الوصل بينهم وبين المكان الذي يودون تصميمه.
غير التصميم الداخلي ما هي هواياتك؟
مازلت احمل حبا كبيرا للأوبيسون والكنفا والأشغال اليدوية، والقراءة، والسفر، واقتناء التحف الأثرية.
أين ترين لين بعد ١٠ سنوات؟
إن شاء ﷲ أريد أن أكون صاحبة لدار في كل عاصمة من عواصم العالم تحمل تصميماً مختلفاً ونمطاً مميزاً في التصميم والمفروشات يرافقها مطعم ذو نمط شرقي دمشقي، وتكون كل دار مرجعا ومعلما لكل المهندسين ونقطة استقطاب لجميع الفئات التي تُقَدِّر الفن وتهتم به وأن يتم إدراج هذه الدار على لائحة الأماكن التي يجب أن تزورها في كل عاصمة وتدر أرباحا ودخلا.