دفعها إيمانها بأن رحلة الحياة هي رحلة مستمرة لتطوير الذات إلى البحث والمطالعة في شتى المواضيع لدرجة جَعَلَت صديقاتها وزميلاتها يلقبونها ممازَحَة بـ "ويكبيديا" . ومع ذلك هي لا تزال تؤمن بأن العالم مليء بالمعلومات المثيرة للاهتمام، إنها مصممة الجرافيكس السعودية مها الخلاوي، التي عشقت بطاقات المعايدة منذ الصغر، وبعد أن لمست نقص في تلك البطاقات بالعربية بالرغم من غنى لغتنا بالعبارات والمعاني الرائعة إضافة إلى ما يتميز به الخط العربي من جمال; قرَّرَت خلاوي أن تبدع في هذا المجال بنفسها ولكن بعد أن تُصْقِل مهاراتها بالدراسة، حيث التحقت بجامعة دار الحكمة لتحصل على بكالوريوس في التصميم التصويري وتبعته بماجستير في تصميم الاتصالات والاقتصاد المبدع من جامعة كنجستون في لندن، لتصبح مُلَمَّة بكافة الأمور التي تساعدها في إنجاح الفكرة التي لطالما راودتها منذ الطفولة .. فوُلِدَت “هلاوغلا
Design إلتقت مها خلاوي لتحدثنا عمّا وراء فكرة “هلا وغلا”
حدثينا عن هلا وغلا؟ وكيف كانت بدايتها؟
لا أستطيع أن أحدد بدايتها بتاريخ معين، فالفكرة كانت تراودني منذ طفولتي، ولكن يمكن القول بأنها بدأت تخرج إلى الواقع في عام ٢٠٠٩ عندما حاوَلْت بيع الفكرة لشركة تغليف هدايا ومن ثم (بعد فشل المحاولة) قررت أن أدرس الماجستير في تخصص يساعدني على تحقيق هذا الهدف.
ما الذي يميز بطاقات هلا وغلا عن غيرها من بطاقات المعايدة؟
فقط روحها، فالهدف من بطاقة المعايدة هو نشر الابتسامة والود والمرح، ربما تنجح بعض البطاقات الأخرى في ذلك أيضاً، ولكن لكل شخصية الرسالة التي تلاقي صدىً في نفسها، لذلك أهدف من خلال «هلا وغلا» إلى تصميم بطاقات ذات معنى جميل وشكل أجمل.
من أين يأتيكي الإلهام في التصميم؟
دائما يأتيني هذا السؤال وعادة أجيب بأن كل ما حولي يلهمني، ولكن بعد أن أعدت التفكير في هذا الجواب وجدت أن الإلهام ليس شيئاً يأتي "من الهوا" ولكنه أسلوب حياة، إنتباه للتفاصيل، بحث عن معنى، دفع نفسي للعمل حتى إذا كان "مخي مقفل"، ممارسة الرياضة والحصول على النوم الكافي وفوق هذا كله، إحاطة نفسي بأناس إيجابيين وطاقة إيجابية.
لماذا قررت دراسة بكالوريوس في التصميم التصويري في كليَّة دار الحكمة؟
لأنه (في ذلك الوقت) بدا لي كالطريقة الوحيدة للعمل في مجال مبدع ولكن "فيه فلوس" كما يقولون.
I didn't want to be a starving artist!
أبرز ما تعلمتيه من جامعة دار الحكمة؟
تعرفت في سنواتي هناك على الكثير من الشخصيات التي عملت معها أو تعاوننا على مشروع في المستقبل.
حدثينا عن تجربتك في الحصول على شهادة الماجستير في تصميم الاتصالات والاقتصاد المبدع من جامعة كنجستون لندن؟
مجرد الحياة في بلد أخرى وتعلم الاعتماد على الذات هي تجربة نمو مفيدة، أضيفي إلى ذلك أن البرنامج الذي درسته يهدف إلى تنمية الاقتصاد المبدع (الذي هو من أسرع المجالات نمواً عالمياً واعتبرته بريطانيا حلاً للأزمة الإقتصادية العالمية). باختصار، كان هذا البرنامج كل ما أحتاجه في تنمية نقطة ضعفي كمصممة ألا وهو جانب التطبيق والتنفيذ العملي، فأعطاني الثقة لبدء هلا وغلا بعد تخرجي.
هل تتذكرين أول بطاقة معايدة قمتِ بتصميمها وأنت طفلة؟ لمن كانت؟
لا أظن أنني أذكر أول بطاقة، ولكنني وجدت بطاقة "حب" عند أمي صممتها لها ولوالدي بالألوان و الـ "جليتر"، لا يوجد عليها تاريخ ولكن (من رداءة خطي) أتوقع أني كنت في الثاني أو الثالث الابتدائي.
أين ترين مها خلاوي في المستقبل؟
العلم عند الله، لديّ أهداف طويلة المدى ولكني أيضاً أحب أن أرى أين يأخذني طريقي والأبواب التي أختارها على هذا الطريق، يكفيني القول بأنه مازالت لديّ أفكار كثيرة ولكن للأسف الوقت والسيولة يحددان المشاريع التي يمكنني تنفيذها في الوقت الحالي والأفكار التي تنتظر دورها على نار هادئة