"هل أنت جاهز للموت؟" سؤال غير مجرى حياتي
في حملات مواقع التواصل يجب أن نفتح أبواب جديدة حتى لا تتلاشى المجهودات لناس تبحث عمن يتكلم في مواضيع تلامس حياتهم اليومية بعفوية، هذا ما ينقصنا في المجتمع.
سؤال يغير مجري حياة الشاب فيصل الشريف، لتتحول طموحاته من دنيوية إلى طموحات لإحداث فرق ولأهداف سامية، -بحسب تعبيره- فإن الدنيا فانية، والسؤال الذي كان بمثابة نقطة التحول، هو سؤال خالته الذي فاجأه بعد عودته من دراسة الماجستير، "هل أنت جاهز للموت؟".
جواب فيصل على هذا السؤال، كان بالنفي، فهو ليس جاهزا بعد، وأضاف :"وإلى يومنا هذا و أنا أقول لا .. هذا هو الحافز لكل المشاريع، هذا هو الحافز الذي جعلني أترك وظيفتي لأتفرغ للأعمال الهادفة، ولازلت تائه بين العمل والمشاريع لم أجد التوازن المناسب بعد".
- نشاهد الكثير من الحملات التي تظهر من خلال شبكات التواصل الاجتماعي بحماس، لكنها ما تلبث أن تختفي، ماهي الطريقة المثلى للمحافظة على استمرارية مثل هذه الحملات؟ واستمرارية تأثيرها؟
شي جميل أن نرى عدد كبير من الحملات في الساحة و الأجمل أن أغلبها مشاريع بدأها شخص عادي من بيته، لكن من المؤسف أن نراها تتلاشى وحدة وحدة. تعلمنا في الجامعة أن كل منتج جديد يمر في مراحل معروفة تبدأ بالولادة حتي الموت. لضمان إستمرارية المنتج أو صموده، يجب على المنتج أن يكون مواكب للتغيرات في الساحة. في موضوع الحملات، يجب عليك أن تفتح أبواب جديدة أو تطرح الفكرة بطريقة مختفلة حتى لا يمل المتابع. إذا بدأت حملة على أحد شبكات التواصل، بعد فترة المتابع يريد أن يلامس أو يشارك في هذه الحملة، فهنا تبدأ تفكر في الفعاليات أو التعاون مع المدارس أو الجامعات. كل ما طالت الفترة كل ما أصبح أصعب و مكلف أكثر أن تواكب طلب السوق. فإن لم تأخذ الحملة إلى المرحلة التالية في الوقت المناسب، فقد فات الأوان.
كيف تجد التجاوب معك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي؟
دائماً أنظر للجانب الايجابي والحمدلله يشكل الأغلبية. الناس تبحث عمن يتكلم في مواضيع تلامس حياتهم اليومية بعفوية، هذا ما ينقصنا في المجتمع. لاحظت أيضاً أن كثير من الشباب والشابات يبحثون عن شخص خارج نطاق العائلة يبدي لهم رأيه في اختيارات صعبة مثل الجامعة أو التخصص.
مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت جانب آخر للمجتمع، ماهو الأمر الذي أدهشك من خلال هذه الشبكات؟
أثبتت هذه المواقع أن لدينا طاقات كبيرة في المجتمع و يجب علينا الاستفادة منها في مصلحة المجتمع. الشباب فيهم الخير لكن ينتظرون الإرشاد.
موقف لا ينساه فيصل ولا يزال تأثيره عليك حتى الآن؟
أكثر سفرة أثرت فيني هي رحلة جيبوتي، اختلطت المشاعر بين الحزن والفرح خلال أيام معدودات. لكن لحظتي مع أبو بكر لا تنسى... وصلنا قرية اسمها أبخ ونزلنا من الباص وانطلقنا كلن في إتجاه لنسعد أكبر عدد ممكن في الوقت المحدد لدينا، وجدت مجموعة من الأطفال فبدأت أوزع عليهم ألعاب بسيطة كانت عندي في الكيس، لكن كان عدد الأطفال أكثر من الألعاب.
عشان لا يشعرو بالغيرة من بعض بدأت ألعب مع الأطفال إلي ما حالفهم الحظ بالهدايا، اشيل طفل بيدي اليمين و طفل باليسار و ألف فيهم كاني مروحة، مع إن اللعبة بسيطة ما تتخيلو كم كانو سعيدين، إلا طفل واحد كان يقف على بعض 10 أمتار يراقبني لكن لا ينظر إلي، كل دقيقة ألاحظه يقترب مني فبدأت ألاحظ بعض التشوهات على جسمه ووجهه، شعرت بالحزن لكني ترددت أن أحمله لعله لا يرغب بذلك.
بعد أن درس الموضوع و رأى الأطفال سعيدين.. إقترب أبو بكر مني واعطاني إشارة الموافقة، فحملته بيد وبنت أخرى بيد وأخذنا لفة المروحة كاملة و أسمعهم يصرخون من الفرح. شعرت بسعادة كبيرة لأني اسعدتهم، لكنني لم اكسر إلا حين حكت القصة أحد الأخوات في الباص و شرحت بالتفصيل ما حدث شعرت كأني أسمع القصة لأول مرة، متحمس أسمع نهايتها، فقد رأتها من زاوية مختلفة، من زاوية الطفل المسكين الذي كان يشعر أنه مختلف بسبب التشوهات، ورجع عنده الأمل حين إنضم للمجموعة، بعد شهر من الرحلة التقيت مع أحد شباب الجمعية و حكيت له قصتي مع أبو بكر، لكنه فاجأني بمعلومة لم أدركها في ذلك الوقت .. إن أبو بكر دعس على لغم وانفجر فيه، ومن ذلك اليوم فقد بصره.
ماذا ينقصنا لنشجع شبابنا وشاباتنا لتبني مبادرات خيرية وللمساهمة في المبادرات الحالية في الأعمال التطوعية؟
التطوع لدينا أغلبه عشوائي مما يقلل من الانتاجية، نحتاج إلا جهود أكبر في تنظيم التطوع و نحتاج إلا قادة في هذا المجال، مثل ما لدينا شخصيات كبيرة في التجارة يجب أن يكون لدينا شخصيات نقتدي بها في هذا المجال