نشأت ندى دبس، وهي لبنانية الأصل، باليابان. بدأت ندى مهنتها كمصممة داخلية حيث حازت على شهادتها الجامعية من جامعة رود آيلند للتصميم في مدينة پروڤيدانس الأميركية لتنشئ بعد دراستها شركتها الخاصة أولاً في المملكة المتحدة ثمّ في لبنان.
وقد بدأت ندى رحلتها في عالم التصميم بعد ولادة طفلها الأوّل حيث أولت تصميم الحضانات ومفروشات الأطفال كلّ الإهتمام.
وبعد غياب دام أربعين عاماً عن وطنها الأم. أسست ندى شركة جديدة واليوم تمتلك الشركة محلين لبيع التجزئة في العاصمة اللبنانية بيروت "معرض ندى دبس" ، الذي تعرض فيه مجموعة "الشرق والشرق" و"الشرق والغرب" و"بوتيك ندى دبس" الذي يحتوي على مجموعة من الإكسسوارات المنزلية.
كما تعرض ندى منتجاتها في كل من نيويورك وروما ودبي بالإمارات العربية المتحدة. وهي تعمل حالياً على عدة مشاريع للتصميم الداخلي في منطقة الشرق الأوسط والولايات المتحدة الأميركية.
ولقد ابتكرت ندى تصاميمًا لقطع أثاث من مزيج يدمج ما بين البساطة اليابانية والأرابيسك الشرقي من خلال إدخال خطوط عصرية على أعمالها مشتقة من التراث المحلي. وبالإطلاع على أعمالها، يمكنك ملاحظة توسع مفهوم التصميم الداخلي والذي أنتج أشكال تصاميم متنوعة غير معهودة. ساهم اهتمامها الكبير في تصميم القطع في اكتشاف إمكانيات جديدة . فهنالك شيء واحد يمكننا ان نقوله عن ندى وهو أنها تعمل باستمرار على إعادة اكتشافها لأسلوبها كمصممة عصرية .
وقد حاورت مجلة ديزاين المصصمة ندى دبس:
أخبرينا عن خلفيتك المثيرة للإهتمام، وكيف تصفين تجربة العيش في جميع تلك الأماكن المختلفة؟ ما هو المكان الذي كان له الأثر الأكبر في شخصيتك؟ كلّ مكان أتيحت لي الفرصة لزيارته كان له تأثير فريد من نوعه على حياتي. أؤمن أن هذا المزيج والتفاوت شكلّ أسلوبي في التصوّر والتصميم. لن أقول أن أي مكان كان أكثر تأثيرا من غيره. فقد تعلمت البساطة في اليابان والرقيّ في لندن، والعمليّة في أمريكا والزخرفة في الشرق الأوسط. وتجمع تصاميمي تلك المبادىء الثلاث على حدّ سواء.
ما هو مصدر الوحي لأعمالك؟
أستوحي الكثير من أعمالي عبر مراقبة الحرفيين وبحسب ما يسعى إليه الناس. كما يعتبر التصميم العاطفي ملهمًا أساسيًا بالنسبة لي، إذ أنه يدخل في أشكال عدة ويتمّ تطبيقه في جميع تخصصات التصميم. كما أتابع جميع أعمال المصممين العالميين أمثال أي وي وي وريشارد سيرا وتصاميم توكونجن يوشيكا وإسي مياكي من اليابان وهيلا جونجيريوس وباتريسيا أوركيولا من اوروبا.
برأيك ما هو البلد الذي يتصدر عرش التصميم في العالم ؟ اليابان. لأنهم يرون التصميم بنفس الطريقة التي أراها. فهم يتميّزون بالأسلوب الأكثر بساطة والأكثر فلسفة في آن. وقد نجح التصميم الياباني في المحافظة على النقاء والبساطة والجمال بعيدًا عن التكرار.
هل هناك أي مكان ترغبين زيارته للتعرف على أفكار جديدة؟ لقد دعيت مؤخراً إلى إيطاليا لزيارة أحد مصانع الأثاث الإيطالية التي تصنّع واحدة من العلامات التجارية الإيطالية المشهود لهم عالميًا. وقد أعجبت بعملية التصنيع غير الإعتيادية والتي تمزج بين العمل الآلي والحرفي...مما دفعني لتوسيع آفاق تصاميمي.
كيف تصفين ذوقك الجمالي في 3 كلمات ؟ إنه مزيج من الشرقية الجمالية، والخطوط المعاصرة والتفاصيل الواعية.
هل هناك أي شيء تحبين اكتشافه ولم تقومي به حتى الآن عندما يتعلق الأمر بتصاميمك الخاصة؟ قطعة أثاث صغيرة ذات أهميّة كبيرة.
قرأت أن الفنان الإنجليزي داميان هيرست هو أحد مصادر إلهامك، فهل هناك أي مصمم آخر؟
أنا مغرمة بالمصمم اللندني بول كوكسيدج الذي نقش قصائد باللغتين الإنكليزية والصينية على صفحات عملاقة مصنوعة من صفائح فولاذية متموجة خارج النصب التذكاري للألفية بدلاً من الأوراق التقليدية.
هل لديك لحظات شك كمصممة أو إنك تثقين دومًا أن هذه المهنة هي التي خلقت لتأديتها؟ بالطبع، لدينا دائما شكوك ... انها خطوة كبيرة أن تقوم بتصميم شيء فنيّ للجمهور... وقد استغرق مني الأمر بعض الوقت لأعترف بأني مصممة أثاث. وذلك عندما وجدت أن هويتي في التصميم تعتمد على فلسفة ورسالة شركتي وهي: الإحتفال بالحرفية الشرقية من خلال التصميم المعاصر، هذا ما استوحيته ، وأعتقد أنه كنوع من التخطيط السلس الناتج عن تجربتي الخاصة.
ماذا تعلمت عن هذه الصناعة الحيوية في العقد الماضي ؟
لطالمت اعتقدت دائما أن أفكار التصاميم ستنفذ مني، ولكن تبيّن لي أنه كلما تغيّر ذوق الناس كلما إحتاجوا للتغيير، كما تظهر دائماً الاتجاهات الجديدة في المواد المستخدمة والأسلوب في التصميم، فهناك دائما تحدي في عالم التصميم كما اكتشفت مع مرور الوقت أنه وخاصة في العالم العربي، يمكن للمصمم أن يحدث فرقًا إذا قصد ذلك واجتهد من أجله.
ما هي النصيحة التي تقدميها لمصممي الأثاث الطموحين أو المصممين بشكل عام؟
نحن كمصممين مسؤولين لإيجاد الحلول و تلبية الحاجات...لذلك أنصح كلّ مصمم أن ينظرر حوله، فعندما يكون هناك إرادة يكون هناك طريقة... كما أقول لهم كونوا مثابرين وانظروا إلى أعماقكم فكلٌّ منكم يتمتّع بما هو مميّز. وأخيرًا إبحثوا عمّا يهمّ الناس.